Monday, January 16, 2017

تنزيل كتاب رقص رقص رقص – هاروكى موراكامى

تنزيل كتاب – رقص رقص رقص – هاروكى موراكامى pdf


تنزيل رواية رقص رقص رقص للكاتب هاروكى موراكامى pdf
اسم الكتاب : رقص رقص رقص
اسم الكاتب :هاروكى موراكامى
ترجمة :أنور الشامىِِِ
دار النشر :المركز الثقافى العربى
سنة النشر :2011
عدد الصفح :509


عديداً ما يتراءى لي فندق الدولفين في أحلامي، وفي تلك الأحلام أجدني هناك عالقاً في القليل من الأحداث المتواصلة، كل شيء حولي يقول إنني جزء من ذلك الحلم المستمر.

وفندق الدولفين هو فندق يندّ عن المألوف وذلك لضيقه المفرط الذي يجعله يبدو أشبه بجسر طويل، بيد أنه جسر مغطى، جسر يتمدد في الزمان إلى ما لا اخر، وهناك أجدني داخله، لكن هنالك شخص آخر يبكي كذلكً.

أجد الفندق بإسنمرار يحوطني من كل جانب، أستشعر نبضاته وحرارته، وفي أحلامي أجدني جزءاً منه، أصحو من نومي، ومع ذلك أين أنا؟ إنني حتى لا أفكر في ذلك، سألت نفسي فعلاً ذلك السؤال: "أين أنا؟" وكأنني لم أكن أعلم: إنني كائن، في حياتي، ووجودي هو مظهر من مظاهر العالم، لست أستذكر و� �و لمرة واحدة أنه سبق لي أن وافقت على تلك الأمور أو تلك الحالة أو مجموعة الأحداث تلك التي أظهر فيها، أحيانا تكون ثمة إمرأة تنام إلى جواري، ومع ذلك في أغلب الأحوال أجدني وحيداً، ليس هناك سواي أنا والطريق السريع ذلك الذي يمتد مباشرة بمحاذاة شقتي وكذلك كأس (كان لا يزال فيها خمسة مليمترات من الويسكي) وضوء الصبح المغبر بين حين وآخرً يكون الطقس ماطراً.

إن فند� � الدولفين فندق حقيقي ويوجد فعلاً في حي من أحياء سابورو، كنت ربما أمضيت فيه أسبوعاً قبل عدة أعوام، لا بل أتركنى أكون دقيقاً في ذلك، قبل كم سنة كان ذلك؟ أربع أعوام، وحتى أكون أكثر دقة، أربع أعوام ونصف، كنت ما أزال آنذاك في العشرينات من عمري، حينما نزلت بفندق الدولفين بصحة إمرأة كنت أعيش معها، وكانت هي مَن اختارت المكان حينما قالت "ذلك المكان ذلك الذي سننزل به"، ولولاها لما وطأت قدماي بتاتاً مثل ذلك المكان.

كان فندقاً صغيراً ودميماً، فطوال الوقت ذلك الذي أمضيناه هناك لا أعرف ما إذا كنا رأينا أي نزلاء آخرين، كانت هناك القليل من المفاتيح غير كائنة في اللوحة الكائنة خلف مكتب الإستقبال وهو ما يجعلني أخمّن أن ثمة نزلاء آخرين كانوا هناك...

إنه فندق يحوطه الغموض من كل جانب، يذكّرني بالموت البيولوجي، وبإنتكاس� � جينية، إنه صنع عجيب من أعمال الطبيعة تلك التى ألقت بكائن في المسار الخطأ من دون أن يكون ثمة طريق للعودة...

بيد أننا أقمنا هناك، وأذكر أنها قالت "ذلك المكان ذلك الذي سننزل به"، لكنها اختفت بعد ذلك، ظهرت ثم اختفت، إنه المقنَّع هو ذلك الذي أبلغني بذلك حينما قال: المرأة غادرت بمفردها بعد الظهيرة، بطريقة ما كان الرجل المقنَّع يعلم بذلك، علم أنه كان لزاماً عل يها أن تغادر، تماماً مثلما أعلم أنا الآن، كانت غايتها أن تأخذني إلى هناك، كما إذا كان ذلك هو قدرها، مثل نهر فولتاففا في تدفقه نحو مصبّه في البحر، ومثل المطر في نزوله إلى الأرض؛ حينما بدأت تلك الأحلام تنتابني حول فندق الدولفين، كانت هي أول ما يَرِدُ على خاطري، كانت تبحث عني، وإلا فلماذا يظهر لي الحلم نفسه المرة تلو المرة؟...

بين الفانتازيا تلك التى تعبّ� � عن الواقع الإفتراضي، والحياة الواقعية المعاشة، يسير موراكامي في تلك الرواية، إنها حياة المجتمع الرأسمالي الحديث، حياة البحث عن الصداقة والحب والطعام، والحاجات الإستهلاكية تلك التى تتنامى، وكذلكً حياة الفرديّة والتمزّق والعزلة، حياة والدَيْ هاكوني: الأم مصوّرة محترفة، فنانة مأشهرة، تترك ابنتها وحدها، وهمّها السفر إلى أماكن التصوير... وإلى عشّاقها... ووالد ثري يعش في عالم آخر ويسعده أن يجد شخصاً يهتم بإبنته، فيمنحه ليس فحسب ما يريده، بل ما ربما يشتهيه.

في خلفية تلك الرواية هناك بإسنمرار الرجل المقَنَّع، مالك الحكمة وحافظ تاريخ تحولات البشر، ذلك الرجل يكرّر لبطل الرواية: لابد أن ترقص... ارقص... معبراً بذلك عن نمط الحياة المعاصرة..





المصدر
تحميل كتاب رقص رقص رقص – هاروكى موراكامى

No comments:

Post a Comment